azaittar15 |
|
القائد العام
مجموعة: المدراء
رسائل: 83
|
بسم الله الرحمن الرحيم
قال شيخ الإسلام بن تيمية :" قال أئمة الإسلام ، كسفيان الثوري وغيره :" إن البدعة أحب إلى إبليس من المعصية ؛ لأن البدعة لا يتاب منها ، والمعصية يتاب منها ". ومعنى قولهم : " إن البدعة لا يتاب منها ": أن المبتدع الذي يتخذ ديناً لم يشرعه اللّه ولا رسوله قد زين له سوء عمله فرآه حسناً ، فهو لا يتوب ما دام يراه حسناً ؛ لأن أول التوبة العلم بأن فعله سيء ليتوب منه ، أو بأنه ترك حسناً مأموراً به أمر إيجاب أو استحباب ليتوب ويفعله .
فما دام يرى فعله حسناً وهو سيء في نفس الأمر فإنه لا يتوب ،ولكن التوبة منه ممكنة وواقعة بأن يهديه اللّّه ويرشده حتى يتبين له الحق ، كما هدى - سبحانه وتعالى - من هدى من الكفار والمنافقين وطوائف من أهل البدع والضلال ، وهذا يكون بأن يتبع من الحق ما علمه ، فمن عمل بما علم أورثه اللّه علم ما لم يعلم كما قال تعالى :{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ} [محمد : 17]
وقال تعالى :{وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا. وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا. وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} [النساء : 66ـ 68]
وقال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الحديد : 28]
وقال تعالى :{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [البقرة : 257]
وقال تعالى :{قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ. يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [المائدة : 15، 16] وشواهد هذا كثيرة في الكتاب والسنة ".
" مجموع الفتاوى " مجلد " الآداب والتصوف " بعنوان :" كلمات في أعمال القلوب " منقول
|
|
| |