azaittar15 |
|
القائد العام
مجموعة: المدراء
رسائل: 83
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمن , والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين , نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين . أما بعد :
فإن القرآن كلام الله تعالى , أنزله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ليكون هدى ونورا للعالمين إلى يوم القيامة , وقد أكرم الله صدر هذه الأمة بحفظه في الصدور , والعمل به في جميع شئون الحياة , والتحاكم إليه في القليل والكثير , ولا يزال فضل الله سبحانه ينزل على بعض عباده , فيعطون القرآن حقه من التعظيم والتكريم حسا ومعنى , ولكن هناك طوائف كبيرة وأعدادا عظيمة ممن ينتسب إلى الإسلام حرمت من القيام بحق القرآن العظيم وما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم , وأخشى أن ينطبق على كثير منهم قوله تعالى : { وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا } إذ أصبح القرآن لدى كثير منهم مهجورا , هجروا تلاوته , وهجروا تدبره والعمل به فلا حول ولا قوة إلا بالله , ولقد غفل كثير منهم عما يجب من التعظيم والتكريم لكلام رب العالمين . ولقد عمت بلاد المسلمين المنشورات والصحف والمجلات وكثيرا ما تشتمل على آيات من القرآن الكريم في غلافها أو داخلها , لكن قسما كبيرا من المسلمين حينما يقرؤون تلك الصحف يلقونها فتجمع مع القمائم وتوطأ بالأقدام , بل قد يستعملها بعضهم لأغراض أخرى حتى تصيبها النجاسات والقاذورات , والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ } ، { فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ } ، { لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ } { تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ } والآية دليل على أنه لا يجوز مس القرآن إلا إذا كان المسلم على طهارة كما هو رأي الجمهور من أهل العلم , وفي حديث عمرو بن حزم الذي كتبه له رسول الله : « أن لا يمس القرآن إلا طاهر » . ويروى عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لا تمس القرآن إلا وأنت طاهر » وروي عن سلمان رضي الله عنه أنه قال : ( لا يمس القرآن إلا المطهرون ) فقرأ القرآن ولم يمس المصحف حين لم يكن على وضوء . وعن سعد أنه أمر ابنه بالوضوء لمس المصحف . فإذا كان هذا في مس القرآن العزيز , فكيف بمن يضع الصحف التي تشتمل على آيات من القرآن العزيز سفرة لطعامه ثم يرمي بها في النفايات مع النجاسات والقاذورات , لا شك أن هذا امتهان لكتاب الله العزيز وكلامه المبين . فالواجب على كل مسلم ومسلمة أن يحافظوا على الصحف والكتب وغيرها , مما فيه آيات قرآنية , أو أحاديث نبوية أو كلام فيه ذكر الله أو بعض أسمائه سبحانه , فيحفظها في مكان طاهر وإذا استغنى عنها دفنها في أرض طاهرة أو أحرقها , ولا يجوز التساهل في ذلك حيث إن الكثير من الناس في غفلة عن هذا الأمر , وقد يقع في المحذور جهلا منه بالحكم , رأيت كتابة هذه الكلمة تذكيرا وبيانا لما يجب على المسلمين العمل به تجاه كتاب الله وأسمائه وصفاته وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم , وتحذيرا من الوقوع فيما يغضب الله ويتنافى مع مقام كلام رب العالمين . والله سبحانه المسئول أن يوفقنا والمسلمين جميعا لما يحبه ويرضاه , وأن يعيذنا جميعا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , وأن يمنحنا جميعا تعظيم كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والعمل بهما وصيانتهما عن كل ما يسيء إليهما من قول أو فعل , إنه ولي ذلك والقادر عليه . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . __________ الشيخ ابن باز رحمه الله
|
|
| |