رفع القرآن من المصاحف، فقد جاءت أحاديث وآثار تشهد بصحة ذلك، وقد ذكر كثيرا منها الشيخ حمود التويجري في كتابه: "إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة" غير أن هذه الأحاديث لم تقيد رفع القرآن بطلوع الشمس من مغربها.
وهذه بعض النقول التي ذكرها الشيخ رحمه الله تعالى: وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "إن هذا القرآن الذي بين أظهركم يوشك أن يرفع. قالوا: وكيف يرفع وقد أثبته الله في قلوبنا، وأثبتناه في مصاحفنا؟! قال: يسرى عليه في ليلة، فيذهب ما في قلوبكم وما في مصاحفكم، ثم قرأ: {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} ". رواه الحاكم في "مستدركه"، وقال "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه". وقد رواه الطبراني، ولفظه: قال: لينزعن القرآن من بين أظهركم. قالوا: يا أبا عبد الرحمن! ألسنا نقرأ القرآن وقد أثبتناه في مصاحفنا؟! قال: يسرى على القرآن ليلا، فيذهب من أجواف الرجال، فلا يبقى في الأرض منه شيء". وفي رواية قال: "يسرى على القرآن ليلا، فلا يبقى في قلب عبد ولا في مصحفه منه شيء، ويصبح الناس فقراء كالبهائم، ثم قرأ عبد الله: {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا} ". قال الهيثمي: "رجاله رجال الصحيح؛ غير شداد بن معقل، وهو ثقة". وعنه رضي الله عنه: أنه قال: "ليسرين على القرآن في ليلة، فلا تترك آية في مصحف أحد؛ إلا رفعت". ذكره صاحب "كنز العمال"، وقال: "رواه ابن أبي داود ".
ثم قال رحمه الله: وهذه الآثار لها حكم المرفوعة؛ لأن مثلها لا يقال من قبل الرأي، وإنما يقال عن توقيف. انتهى.